Adab Al-Kufa,
2018, Volume 1, Issue 24, Pages 235-256
Abstract
قصيدة ظرفها الخاص ، وبواعثها المميزة . ولهذا كان من الطبيعي أن نجد عند الجواهري بواعث مختلفة ومناشيء متعددة . تخضع تارة إلى الاعتباط الانفعالي وتخضع تارة أخرى إلى القصد الفني ، وربما في حالات كثيرة يجتمع كلاهما عند الشاعر في اثناء ولادة القصيدة ، أو يستمر ذلك إلى ما بعدها بقليل .ولعل خير طريق لنا لمعرفة ذلك هو ما نجده في مذكرات الشاعر نفسه ، من تصريح لبواعث بعض القصائد ووصف للحالة التي ألَمَّتْ به فيأثناء قول القصيدة ، وكذلك نجد نظير ذلك على لسان أصدقائه من الأدباء والنقاد . فقد وصف بعضهم ما شاهده من حالة الشاعر وهو واقع تحت تأثير تلك البواعث والانفعالات، فضلاً عما نجده مبثوثاً بين أبيات قصائده هنا وهناك من وصف الشاعر لحالته وما يعتلج في صدره عند قول الشعر .
فقد ذكر أنه عندما دعي إلى مهرجان المعرّي في سوريا سهر ليلته الأولى والثانية والثالثة ولم يخرج إلا بقصيدة دالية لا تقل عن سبعين بيتاً ، إلا أنه كلما راجعها وفحصها لم يجد فيها روح (المعري) ، فأصبحت نفسه في ذروة التوتر والهياج ، فغضب على القصيدة ومزقها قطعاً متناثرة، واقتربت الأيام وازداد القلق واستمر الوضع من التمزق والأرق إلى أن وجد المدخل وكما قال الحكيم الإغريقي (وجدتها) بيتاً واحداً فقط:
قــف بالمعــرة وامســح خدهـــا التــربـــا
واستــوح من طــوَّقَ الدنيـــا بمـــا وَهَبــــا
- Article View: 217
- PDF Download: 85