Adab Al-Kufa,
In Press
Abstract
كان المنهجُ الفينومينولوجي مخرجَ أزمة الفكر الاوربي الحداثي الذي استُبدلِت به ميتافيزيقيا الذات القروسطية بميتافيزيقيا الموضوع العقلانية بعد سيطرة نموذج العلم الطبيعي، وما سعى اليه هوسرل كان التأسيس لقاعدة علم كلّي تنهض عليه العلوم جميعُها من خلال تحويل الفلسفة الى علم كلي يستوعب جميعَ أبعاد الوجود الإنساني، لتكون بذلك الفلسفةَ الأولى التي تؤسّس البدايات الصحيحة لكل معرفة. فإذا كانت العلوم الطبيعية تبحث في الكيفيات فإنها بذلك علومٌ جزئية لأنها لا تبحث في وجود الاشياء ولا تسأل عنه. بناءً على ذلك نهض هيدغر بمهمة إعادة تعريف كل من الميتافيزيقيا والإنسان من أجل الوصول الى المطابقة بينهما (إثبات الطبيعة الميتافيزيقية للإنسان)، إذ لا تقود المعرفةُ النظرية ولا المعرفة التجريبية الى معرفة الإنسان؛ لأنهما تتطلبان أن يخرج الإنسان عن ذاته، ما يعني أن تجاوز الانسانُ ذاتَه وتعاليه عليها لن يقود الى معرفتها ومن ثمّ لا يمكن للذات أن تكون موضوعاً، وبذلك تجاوز مفهومُ الأنا المتعالية عند هوسرل مفهومَ الأنا السيكولوجي الخاضع لمنهج العلم الموضوعي التجريبي الذي يتعامل مع الذات كموضوع، إذ يتأسس تعاليها الذاتي على كل ما هو موضوعي، فلا تُدرَك على أنها موضوع ولا تُدرِك هي العالم وما فيه على أنه موضوع، بل ينبني ما تدركه على أنه قصدُها الإدراكي وينبني العالم بهيأة أنساق قصدية لوعيها، فتتحول ثنائيةُ الذات والموضوع الوضعية بذلك الى بنية وعي قصدية، وهي خبرة حية تنشأ من العلاقة الحية المباشرة بين الذات بوصفها المدرِكة للماهيات وأشياءِ العالم الخارجي بوصفها الوقائع. ومن منطلق مفهوم الخبرة هذا اسس هيدغر للفهم مرتكزاته الأنطولوجية الثلاثة ممثلة بالقصدية والزمانية والتاريخية ومنح الفهم بذلك ما يتحدد به مُمثلاً بالموقف والمنظار اللذين يكسبانه تعينه الواقعاني ذاته الذي للكينونة من حيث أن حدث الفهم هو حدث الكينونة ذاته- Article View: 146
- PDF Download: 38