Adab Al-Kufa,
2018, Volume 1, Issue 36, Pages 61-88
Abstract
تُعتبر تقانتا الإدهاش والتكثيف من أهمّ تقانات القصّة القصيرة جدًّا، فعنصر الإدهاش يأتي في القصّة القصيرة جدًّا كخاتمة تتّضح فيها معالم القصّة ورؤى القاصّ، ومن سمات هذا العنصر وخصائصه هو أنّه يأتي مخالفا لسياق الحركة الدّلاليّة للحكاية وبهذا يكون مغايرا ومربكا لأفق انتظار القارئ، كما أنّ تقانة التكثيف هي التي تميّز هذا الجنس الأدبي من غيره من الأجناس الأدبيّة. انطلاقا من هذه الأهميّة جاءت هذه الدراسة لتسلّط الضوء على هاتين التقنيتين في الأعمال القصصيّة لـ"جمعة الفاخري" بهدف معرفة حجم إسهامات هاتين التقنيتين في نجاح القصّة القصيرة جدًّا عند أحد أعلامها في المغرب العربي، ونظرا إلى كثرة كتابات جمعة الفاخري في هذا الجنس الأدبي فقد ركّزت الدراسة على مجموعتي "عصير ثرثرة" و"سحابة مسك" كنموذجٍ لباقي أعماله القصصيّة، وتقوم هذه الدراسة على المنهج الوصفي- التحليلي لكشف مواقع هاتين التقنيتين، ثم بيان دورهما في إنجاح عمليّة القصّ السردي عند الكاتب. وقد اتّضح لنا أنّ تقانة "الإدهاش" كانت حاضرة وبقوّة في قصص جمعة الفاخري القصيرة جدًّا، وأنّ هذه التقانة تنتج عن الإضمار والغموض والحذف والتخييل وترك البياضات الفارغة واصطناع لغة المفارقة و... لخلخلة ميثاق التلقي وإرباك القارئ وتبديد أفق انتظاره وتوقعه، هذا بالإضافة إلى تقانة التكثيف التي ساهمت في إضفاء الحركيّة والضغط المعنائي الناتج عن كثرة المضمون في قالب اللفظ الذي يختاره القاصّ، كما تنوّعت أشكال التكثيف عند الفاخري ما بين تكثيف دلالي وبنائي وسيكولوجي. وعند مناقشة الأساليب البلاغية والفنية في قصص الكاتب وجدنا أنها كانت متنوعة ما بين التناص والحوار والانزياح والتضاد، والتناص لدى الفاخري وظف خدمة للتكثيف، فيما وجدنا الحوار والانزياح والتضاد قد خدمت تقانة الإدهاش ودورها.- Article View: 120
- PDF Download: 17